الرمان المغربي يفرض نفسه في أوروبا وسط تراجع المنتجين التقليديين

آخر الأخبار - 20-12-2025

الرمان المغربي يفرض نفسه في أوروبا وسط تراجع المنتجين التقليديين

اقتصادكم


وسط اضطرابات متزايدة يعرفها سوق الفواكه المتوسطية بفعل التقلبات المناخية وتراجع الإنتاج في عدد من الدول التقليدية، يبرز الرمان المغربي كأحد أبرز المستفيدين من هذا التحول، معززًا حضوره داخل الأسواق الأوروبية.

وكشفت منصة "فريش بلازا" أن سوق الرمان العالمي يعيش موسما استثنائيًا، تأثر بخسائر ملحوظة في الإنتاج بعدة مناطق من حوض البحر الأبيض المتوسط، مقابل تحسن في جودة الثمار ببعض الدول، واستقرار نسبي في الطلب الأوروبي، مع تنامي دور قنوات التصنيع.

وتابعت المنصة أن هذا التراجع في المعروض، خاصة من إيطاليا وإسبانيا واليونان وتركيا، خلق فجوة واضحة داخل الأسواق الأوروبية، استغلها الرمان المغربي لتعزيز حضوره، خصوصًا في الفئات المتوسطة، التي شهدت ضغطًا متزايدًا من حيث العرض.

وذكرت “فريش بلازا” أن إسبانيا، التي تعد من المنتجين التاريخيين للرمان، أنهت موسما صعبًا اتسم بارتفاع نسبة الثمار من الدرجة الثانية، إلى جانب تراجع المساحات المزروعة بالأصناف التقليدية، ما زاد من هشاشة موقعها التنافسي داخل السوق الأوروبية.

وأبرز المصدر أن محصول رمان “مولار” الإسباني تأثر هذا الموسم بعوامل مناخية وضغوط آفات، من بينها حشرة التربس الجنوب إفريقية، وهو ما أدى إلى تسجيل عيوب في القشرة وصغر في الأحجام، شملت نحو نصف الإنتاج الإجمالي.

ولفت إلى أن تشديد التشريعات الأوروبية المرتبطة باستخدام المبيدات زاد من تعقيد مواجهة هذه الآفات، وحدّ من هامش تدخل المنتجين الإسبان، في وقت تمكن فيه المغرب من تأمين كميات كبيرة ومنتظمة للسوق.

وأضاف أن موجات الحر خلال الصيف، وتساقطات الأمطار المتأخرة، ساهمت بدورها في رفع نسبة الرمان الإسباني من الدرجة الثانية، ما أدى إلى ضغط بيعي واضح، خاصة مع تزامن ذلك مع وفرة المعروض المغربي.

كما أورد أن الطلب الأوروبي عرف تحسنا ملحوظًا مع اقتراب أعياد نهاية السنة، حيث سجلت مبيعات الرمان من الدرجة الأولى والأحجام الكبيرة أداء جيدًا، غير أن المنافسة القوية حدّت من قدرة المنتجين التقليديين على الاستفادة الكاملة من هذا الانتعاش.

وذكر المصدر عينه أن التعاونيات الإسبانية فوجئت هذا الموسم بحجم الرمان المغربي المعروض، خصوصًا في فئة الدرجة الثانية، حيث هيمن المنتج المغربي على هذا القطاع داخل عدة أسواق أوروبية.

وأشار إلى أن هذا التطور يعكس تحولا بنيويًا في تموقع المغرب داخل سلاسل التوريد الفلاحية، بفضل قدرته على الجمع بين وفرة الإنتاج، والانتظام اللوجستي، والتكلفة التنافسية، ما يجعله فاعلًا محوريًا في سوق الرمان الأوروبي خلال المرحلة المقبلة.