أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن المغرب يسعى للاستفادة من قُدراته من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وواجهته البحرية لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر، مستهدفاً تلبية أكثر من 4% من الاحتياجات العالمية، إذ تم تخصيص مساحة تناهز مليون هكتار لاستقبال المشاريع الاستثمارية.
جاء المغرب في الترتيب الثالث بقائمة الدول العربية التي تخطط لإنتاج الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية، بقدرة 24.49 غيغاواط، ويحل -أيضًا- في المركز الرابع عالميًا، بينما تصدرت موريتانيا المركز الأول بقدرة 47 غيغاواط، في حين عمان صنفت في الرتبة الثانية بـ 31.93 غيغاواط.
يساهم المغرب بشكل نشط في تطوير الهيدروجين الأخضر من خلال سلسلة من المشاريع الرائدة لإنتاج هذه الطاقة النظيفة، والتي تم تقديمها في إطار المعرض الدولي للتحول الطاقي "كي إنرجي''، الذي تنظمه مجموعة المعارض الإيطالية من 5 إلى 7 مارس في ريميني بإيطاليا.
ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الخميس بالرباط، اجتماع لجنة القيادة المكلفة بـ "عرض المغرب" في هذا القطاع المستقبلي، تم خلاله انتقاء 5 مستثمرين وطنيين ودوليين، لإنجاز 6 مشاريع في الجهات الثلاث للأقاليم الجنوبية للمملكة، بقيمة مالية استثمارية تصل إلى319 مليار درهم، في أفق إطلاق المفاوضات معهم.
يشارك المغرب في مشروع كليميت إمبالس (Climate Impulse) الذي يعتمد على أول طائرة تعمل بوقود الهيدروجين الأخضر في العالم مخصصة لتنفيذ مهمة مناخية غير مسبوقة ممثلة في الدوران حول العالم دون توقف ودون أي انبعاثات.
حصلت شركة HydroJeel، التابعة لشركة INNOVX، على منحة قدرها 30 مليون أورو من صندوق تطوير الطاقة (PtX)، لتسريع تطوير منصة الجرف الهيدروجينية.
في السنوات الأخيرة، أصبح الهيدروجين الأخضر أحد أهم المواضيع في مجال الطاقة المتجددة حول العالم، خاصة في سياق السعي لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والتحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة، إذ أن المغرب يمتلك إمكانيات هائلة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويعتبر واحدًا من الدول التي تأمل في أن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر. ومع ذلك، فإن مستقبل هذا القطاع يواجه تحديات عديدة قد تؤثر على قدرة الحكومة على الاستمرار في تقديم "عرض المغرب" في الهيدروجين الأخضر.
تستعد الشركة الإماراتية "إيميا باور" للاستثمار في مشاريع تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب، عن طريق الشركة الإسبانية المتخصصة في حلول الطاقة والمياه "Cox".
حددت دراسة حديثة المواقع الجغرافية الأكثر فاعلية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب من حيث تكلفة الإنتاج، معتمدة على منهجية متكاملة تجمع بين التحليل الجغرافي المكاني والتقييمات التقنية والاقتصادية متعددة السيناريوهات،.
تقدر قيمة المشاريع المُعلنة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بحوالي 300 مليار دولار، وفقًا لشركة "Gi2" المتخصصة في الهندسة والاستشارات في مجال الطاقات المتجددة.