جوجل يحاكي ذاكرة الإنسان في البحث عن المعلومات
اقتصادكم
قالت ماتيلد فونتي، رئيسة تحرير مجلة Epsiloon الفرنسية العلمية، إن الاعتماد المفرط على "جوجل" في البحث عن المعلومات يؤثر سلبا في ذاكرة الإنسان.
وأوضحت الصحافية، التي اشتغلت قبل ذلك في أشهر المجلات العلمية الفرنسية "Science et vie"، أن مستخدمي الهواتف الذكية صاروا يعتمدون بشكل مفرط على "جوجل" في البحث عن المعلومات، سيما أن الهواتف الذكية أصبحت في متناول اليد طوال الوقت.
وبفضل السرعة والدقة التي يتمتع بها محرك البحث الشهير في تقديم أجوبة عن عدد كبير من الأسئلة، أصبح المستخدمون يلجؤون له مباشرة للتحقق أو استحضار معلومة، حتى قبل اللجوء إلى الذاكرة.
"لقد أصبح جوجل بديلاً حقيقياً عن توظيف الدماغ، والاعتماد التام عليه قد يفاقم آفة النسيان" تحذر فونتي.
وأحالت المتحدثة، في حوار مع شبكة franceinfo على دراسة أجريت في جامعة أوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث لاحظ الباحثون تضرر ذاكرة المشاركين، ومعاناتهم من ارتباك وخلط بين المعلومات التي توصلوا إليها بفضل ذاكرتهم الخاصة، وتلك التي استقوها من جوجل.
وقام الباحثون الأمريكيون باستجواب عدد من الأشخاص، بعضهم يتوفر على جوجل والبعض الآخر على الموسوعة الرقمية "ويكيبيديا"، وآخرون على جوجل بسرعة محدودة، بينما لا يتوفر البعض الآخر على أي من الوسيلتين.
وأدرك الباحثون أن سر التأثير السلبي لجوجل على الذاكرة يرجع لكونه يقدم معلومة سريعة ومجردة من أي سياق، "جوجل مصمم على هذا الأساس، أن يقلد ذاكرتنا في البحث عن المعلومات" تؤكد فونتي وتضيف: "وهكذا أصبح البحث على جوجل بديلاً عن تحفيز الذاكرة على البحث".
وبسبب الخلط الذي أصاب مستخدمي "جوجل" من المستجوبين، لاحظ الباحثون ارتفاع ثقتهم في مقدرتهم على الإجابة عن الأسئلة التالية، إذ أنهم باتوا يعتقدون أن أجوبتهم نابعة من ذاكرتهم الخاصة لا من البحث عن شبكة الإنترنت.
واختلف الأمر كثيراً بالنسبة لمستخدمي "ويكيبيديا" ذلك أن "سياق الحصول على المعلومة من ويكيبيديا يذكر بأننا بصدد القيام ببحث على شبكة الإنترنت، لأن المعلومة مقدمة بصيغة تشبه البحث ضمن كتاب أو استفسار شخص آخر" تؤكد فونتي.
فضلا عن ذلك، لا يتمتع ويكيبيديا بالسرعة نفسها التي لدى جوجل في تقديم المعلومة: "الأشخاص المتوفرون على ويكيبيديا أو على جوجل ذي سرعة أقل، أي الذين حصلوا على الأجوبة في أكثر من 25 ثانية من البحث، لم يظهر عليهم هذا التأثير، ببساطة لأن الوقت كان كافياً لينتبهوا إلى أنهم يجهلون الجواب، وأنهم قاموا ببحث على إنترنت لمعرفته".