اقتصادكم
اعتبارًا من اليوم السبت فاتح يوليوز، تتولى إسبانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوربي، والمغرب مسرور بهذا المستجد لأن الرئيس الجديد للاتحاد ليس سوى شريكه الرئيسي إسبانيا.
وفي 7 أبريل 2022، أعاد المغرب وإسبانيا التأكيد على علاقاتهما التاريخية من خلال عقد شراكة متينة ودائمة. ويتوقع الخبراء أن تعزز مدريد العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوربي خلال الأشهر الستة المقبلة، باعتماد نهج مرن لتأمين الإطار القانوني الذي يضمن تطور العلاقات المغربية الأوربية. ويجب أن نتذكر هنا، أن إسبانيا تدعم النهج المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
الخبراء أكدوا أيضا، على أنه حتى لو لم تكن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي حاسمة في قرارات المجلس، فيمكن استخدامها لدعم القناعات وتوجهات الحكومة الإسبانية بشأن وحدة التراب الوطني. وبهذا الخصوص، يوضح مراد تليغي، أستاذ باحث في العلوم السياسية، في تصريح لـ"اقتصادكم"، أن الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوربي يمكن أن تسهم في توضيح بعض النقاط، والحفاظ على العلاقات المتميزة بين الاتحاد والمملكة المغربية.
ومع ذلك، فإن دور إسبانيا كرئيس للاتحاد الأوربي، حسب تليفي دائما، مقيد بجدول الأعمال المحدد مسبقًا وأولويات الاتحاد الأوربي. ويجب أن تعمل الرئاسة على تنفيذ استراتيجية الاتحاد الأوربي، وإيجاد حلول وسط بين الدول الأعضاء حول مواضيع مختلفة، مثل تغير المناخ والرقمنة والقضايا الاجتماعية، وكذلك العلاقات مع منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية والمنطقة الأورومتوسطية، بالإضافة إلى المؤسسات الأوربية، مثل المفوضية الأوربية والبرلمان الأوربي.
لذلك من الواضح أن دور إسبانيا كرئيس للاتحاد الأوربي يتأثر بأجندة الاتحاد، عكس علاقاتها الثنائية مع المغرب، إذ تتمتع مدريد بحرية أكبر في تحديد سياستها، وفقًا لمصالحها، من خلال الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية والتاريخية وتعزيزها مع المغرب، سيما فيما يتعلق بمسألة الوحدة الترابية وتكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي.
يذكر أن إسبانيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوربي للمرة الخامسة في تاريخها، خلفًا لسلوفينيا. وتتزامن هذه الرئاسة مع فترة انتخابية في إسبانيا، إذ أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن انتخابات عامة مبكرة في الثالث والعشرين من الشهر نفسه.