الحمضيات المغربية تتحدى المناخ القاسي وتواصل تألقها في الأسواق العالمية

آخر الأخبار - 17-10-2025

الحمضيات المغربية تتحدى المناخ القاسي وتواصل تألقها في الأسواق العالمية

اقتصادكم 

 

انطلق موسم الحمضيات الطرية في المغرب، وعلى رأسها فاكهة الماندرين، في سياق مناخي صعب يتسم بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة، غير أن المنتجين المغاربة أبانوا مرة أخرى عن قدرة عالية على الصمود والتأقلم، محافظين على حضور قوي في الأسواق الدولية ومكانة تنافسية متقدمة.

وبحسب معطيات منصة "فريش بلازا" المتخصصة في رصد البيانات الزراعية الدولية، فإن التحديات المناخية التي عرفها الموسم الفلاحي لم تمنع المغرب من تحقيق أداء متميز في تسويق الحمضيات الطرية، خصوصا صنف "نادوركوت"، أحد أكثر أنواع الماندرين طلبا عالميا.

وخلال الموسم الفلاحي 2024/2025، تمكن المغرب من تصدير نحو 325 ألف طن من نادوركوت، بزيادة تقارب 44 في المائة مقارنة بالموسم السابق، وهو ما يعكس دينامية قوية في قطاع الحمضيات رغم تقلبات المناخ.

وتشير توقعات المهنيين إلى أن موسم 2025/2026 قد يعرف تغييرات طفيفة في الإنتاج، غير أن الاتجاه العام يظل واضحا: الرهان على الماندرين والحمضيات الطرية أكثر من البرتقال.

ويرى خبراء القطاع أن هذا التحول الاستراتيجي يأتي استجابة للتغيرات المناخية المتسارعة، وللمنافسة الدولية المتزايدة من منتجين آخرين في البحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية.

وتؤكد "فريش بلازا" أن نجاح الحمضيات المغربية لا يقتصر على التصدير فحسب، بل يشمل أيضا انتعاش الطلب في السوق المحلية، حيث باتت الأسعار الداخلية في بعض الفترات مغرية وتنافسية مقارنة بالأسعار العالمية.

وهذا التوازن بين التصدير والاستهلاك الداخلي ساهم في استقرار السوق الوطنية، ووفر للمنتجين مداخيل أكثر استدامة وأمانا في مواجهة التقلبات الخارجية.

فقد نقلت المنصة عن ليزا ديلاي ألكاراز، المديرة التجارية لشركة "أوربيس أجرو إندستري"، أن الإنتاج تراجع بنسبة 12 في المائة مقارنة بالموسم الماضي، مع تأخر انطلاق الموسم بحوالي 15 يوما.

وأوضحت أن موجات الحر التي عرفها المغرب خلال شهري ماي ويونيو والتي بلغت 42 درجة مئوية تزامنت مع فترة الإزهار، ما أدى إلى ضعف عقد الثمار وتساقطها، فيما تسبب نقص الأمطار بنسبة 15 في المائة في تراجع نمو الأشجار وجودة المنتوج.

ورغم هذه الظروف الصعبة، يؤكد تقرير المنصة أن المغرب يحتفظ بموقع قوي في السوق الدولية بفضل مرونته الزراعية، وتنوع أسواقه، وارتفاع الطلب الداخلي المدفوع بعدد سكان يتجاوز 38 مليون نسمة واستقبال البلاد لملايين السياح سنويا.

وأضحى السوق المحلي، بحسب التقرير، بديلا استراتيجيا للأسواق الخارجية، إذ يوفر منافذ تسويقية مستقرة ومخاطر أقل مقارنة بالتصدير.