المغرب يترقب أول إنتاج وطني للغاز المسال

آخر الأخبار - 09-12-2025

المغرب يترقب أول إنتاج وطني للغاز المسال

اقتصادكم

 

يدخل المغرب مرحلة جديدة في مساره الطاقي مع انطلاق التشغيل التجريبي لمشروع الغاز المسال في تندرارة، الذي يعد أول خطوة عملية نحو استغلال موارد الغاز المحلية وتقليص الاعتماد على الواردات، في سياق تحولات استراتيجية تعيد تشكيل مزيج الطاقة المغربي.

وفي هذا الصدد، كشفت منصة “الطاقة” أن التشغيل التجريبي لمشروع الغاز المسال في تندرارة يمثل خطوة جوهرية نحو توسيع اعتماد المغرب على الغاز المحلي، لاسيما داخل القطاع الصناعي، تماشياً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تقليل استخدام الفحم المستورد وتحسين جودة مزيج الطاقة.

وتابعت المنصة المتخصصة أن الإعلان الرسمي الصادر يوم الإثنين 8 دجنبر 2025 جاء وسط ترقب لمسار الإنتاج الأولي، في انتظار الانتقال إلى مرحلة التصدير المحلي خلال العامين المقبلين، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمشروع في خريطة الطاقة المغربية.

وأبرزت “الطاقة” أن شركة "ساوند إنرجي" أعلنت بدء تدفق الغاز لأول مرة داخل نظام تجميع الغاز، وذلك بالتزامن مع وصول المكوّن التقني الأخير لمنشأة الغاز الطبيعي المسال المصغرة، بما يسمح بمرور المشروع إلى مرحلة تشغيل أكثر تقدماً وقرباً من الإنتاج التجاري.

وذكر التقرير أن هذه الانطلاقة تمثل نقطة تحول حقيقية، إذ تأتي في سياق سعي المغرب لتعزيز موارده المحلية من الغاز والحد من تقلبات السوق الدولية التي تؤثر في أسعار الطاقة وكلفة الإمدادات.

ولفت إلى أن التشغيل التجريبي يشكّل خطوة محورية لتأكيد جاهزية البنية التحتية قبل الانتقال إلى التشغيل طويل الأمد، خصوصاً مع اعتماد المشروع على شراكات تقنية ومالية دولية مكّنت من احترام الجدول الزمني للتنفيذ.

وأضاف أن المشغل مانا إنرجي أطلق أولى عمليات التدفق داخل النظام بعد تركيب جهاز التحكم المتطور SCADA، ما سمح بانتقال الغاز من البئر TE-6 إلى مرحلة الاختبارات الأولية، وهي خطوة أساسية لتهيئة محطة المعالجة للإنتاج المستمر.

كما أورد أن نظام تجميع الغاز يشكل العمود الفقري للمنشأة، إذ يتولى استقبال الكميات الموجّهة إلى محطة الغاز المسال المصغرة، وهو ما يعكس أهمية البنية التقنية التي تم تجهيزها خلال الأشهر الماضية.

وذكر المصدر عينه أن ملكية الامتياز موزعة بين "ساوند إنرجي" بنسبة 20%، و"مانا إنرجي" بـ55%، فيما يحتفظ المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) بـ25%، ما يعزز حضور الدولة في المشروع.

وأشار إلى أن شركة “إيتالفلويد جيوإنرجي” الإيطالية تتولى بناء وتشغيل وصيانة محطة الغاز المسال لمدة 10 سنوات، بموجب عقد “خذ أو ادفع” مع شركة “أفريقيا غاز”، وهو ما يوفر ضمانات تجارية قوية للمشروع.

وأورد المصدر أن المرحلة الأولى تعتمد على البئرين TE-6 وTE-7 وبئر ثالثة جديدة لضمان استقرار الإنتاج لمدة 10 سنوات، مع توقع بدء مبيعات الغاز المسال المدرة للإيرادات بين الربع الأول والربع الثاني من عام 2026.

وأفاد بأن "ساوند إنرجي" ترى في هذه المرحلة “بداية مثيرة”، تستعد خلالها للتحول إلى شركة منتجة للإيرادات، مؤكدة أن المشروع سيمنح السوق المغربية مورداً محورياً لتلبية الطلب الصناعي المتزايد.

وأضاف أن التطور الأخير ينسجم مع جهود المغرب لتقليل الاعتماد على الفحم والوقود المستورد، ويدعم خطط خفض الانبعاثات، خاصة في قطاع الكهرباء، في إطار التحول نحو طاقة أكثر استدامة.

كما أورد أن التزام الشركاء الدوليين والمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن يعكس انسجاماً واضحاً ورغبة مشتركة في ضمان نجاح المشروع ضمن الآجال المعلنة.

وأشار إلى أن تشغيل المشروع يُتوقع أن يعزز الثقة الاستثمارية بقطاع الغاز المغربي، خصوصاً مع وجود عقد طويل الأجل مع “أفريقيا غاز”، يعتمد على معادلة تسعيرية مرتبطة بمؤشري TTF الأوروبي وHenry Hub الأميركي، ما يوفر مرونة تسويقية عالية.

وذكر التقرير أن المشروع يُعد محوريا لتزويد الصناعات المغربية بالغاز، خاصة تلك التي تعتمد على وقود عالي التكلفة، بما يوفر بديلا اقتصادياً وأنظف، ويقلل النفقات المرتبطة باستيراد الغاز المسال من الخارج.