اقتصادكم

بعد الزلزال الذي ضرب المغرب بقوة 7 درجات على سلم ريختر، أمس الجمعة، وأودى بحياة 632 شخصا، شعر كثير من الناس في مناطق مختلفة من المملكة، خصوصا الموجودة بالقرب من مركز الزلزال، بالدوار، كما لو كانوا يتأرجحون، وهذا في وقت حدثت فيه هزات ارتدادية في مدن أخرى.

وأطلق الباحثان اليابانيان ياسويوكي نومورا وتيرو توي على هذه الظاهرة اسم "متلازمة دوار ما بعد الزلزال" (Post-earthquake dizziness syndrome)، وذلك في ورقة بحثية نشرت في مجلة "أبحاث التوازن" (Equilibrium Research).

وفي متلازمة دوار ما بعد الزلزال يشعر الشخص بدوار خاصة عند الجلوس، وعندما يكون داخل منزل أو بناية. وتعتبر متلازمة دوار ما بعد الزلزال هي الأكثر شيوعا لدى الإناث. وترتبط الآلية الأساسية بمحفزات للجهاز الدهليزي في الأذن، كما تضم قائمة الأسباب الاضطرابات العاطفية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، إضافة إلى القلق والتوتر الناجمين عن الكارثة.

والجهاز الدهليزي هو الجهاز الحسي للأذن الداخلية الذي يساعد الجسم في الحفاظ على اتزانه الحركي، وتعدّ المعلومات التي يوفرها الجهاز الدهليزي ضرورية أيضا لتنسيق موضع الرأس وحركة العينين.

وتوجد مجموعتان من الأعضاء في الأذن الداخلية، وهي القنوات نصف الدائرية التي تستجيب للحركات الدورانية، والقريبة (utricle) والكييس (saccule) والكيس داخل الدهليز، التي تستجيب للتغيرات في موضع الرأس فيما يتعلق بالجاذبية.

وظيفيا، ترتبط هذه الأعضاء ارتباطا وثيقا بالمخيخ ومراكز الانعكاس في النخاع الشوكي وجذع الدماغ التي تتحكم في حركات العين والرقبة والأطراف.

ويبدو أن الحفاظ على اللياقة البدنية وتجنب القلق الناجم عن مشاهدة التقارير الإعلامية أمران مهمان.

كما ثبت أيضا، أن اتباع العلاج الطبيعي وتناول الأدوية مهمان لمنع الأعراض من التفاقم.

ويمكن تصنيف ما يحدث للجسم بسبب الزلازل على أنه فوري أو سريع أو متأخر، وتحدث الإصابات الفورية بسبب إصابات شديدة في الجمجمة والصدر تؤدي إلى نزيف خارجي أو داخلي أو بسبب الغرق جراء تسونامي الناجم عن الزلزال.

وتحدث الإصابات السريعة في غضون دقائق أو ساعات، وتعزى إلى الاختناق من استنشاق الغبار أو صدمة نقص حجم الدم أو التعرض لظروف بيئية قاسية.

وتحدث الإصابات المتأخرة في غضون أيام وتعزى إلى الجفاف، أو انخفاض حرارة الجسم، أو ارتفاع الحرارة، أو متلازمة السحق (crush syndrome)، أو التهابات الجرح أو الإنتان بعد الجراحة.

ومتلازمة السحق هي حالة تؤثر على أجهزة الجسم ويحدث فيها تلف لخلايا العضلات بسبب الضغط أو السحق.
وفي متلازمة السحق يحدث ضغط على الأطراف أو أجزاء أخرى من الجسم مما يسبب تورم العضلات و/أو الاضطرابات العصبية.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى إصابة الأنسجة واختلال وظائف الأعضاء، ومشاكل التمثيل الغذائي، وفرط بوتاسيوم الدم، ونقص كالسيوم الدم، وقد يقود إلى الفشل الكلوي والموت.

وفي ما يتعلق بآثار الزلزال على الصحة العقلية للناجين، فإن أكثر الحالات النفسية شيوعا بين الناجين من الزلزال، هي اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب الشديد.