اقتصادكم
في خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانته كفاعل رئيسي في صناعة السيارات على المستوى العالمي، أعلنت "ستيلانتيس"، في وقت سابق من هذا الشهر، عن مشروع توسعة ضخم لمصنعها في مدينة القنيطرة، باستثمار يصل إلى 1,3 مليار يورو.
هذه الخطوة، التي تأتي في سياق شراكة مثمرة بين المجموعة العالمية والمغرب منذ 2016، من شأنها أن ترفع الطاقة الإنتاجية وتوسع آفاق الابتكار الصناعي في المملكة.
وأكد سمير شرفان، المدير التنفيذي لـ"ستيلانتيس" بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حوار مع جريدة "Finances News Hebdo" أن توسعة المصنع تمثل تحولًا نوعيًا، حيث سيتم إطلاق خط جديد لتجميع محركات الجيل الجديد الهجينة الخفيفة (MHEV)، بطاقة إنتاجية تبلغ 350 ألف وحدة سنويًا. كما سيتم تصنيع مكونات محلية بنسبة إدماج أولية تصل إلى 45%، ما يكرس تطورًا في القدرات الصناعية للموقع ويعزز سلاسل القيمة محليًا.
ويتجاوز المشروع مجرد توسيع للقدرة الإنتاجية، إذ يتماشى مع توجهات المملكة نحو التنقل المستدام، من خلال دمج إنتاج السيارات الكهربائية ومحطات الشحن. وفي هذا الإطار، سيُحدث المصنع وحدة جديدة مخصصة لصناعة أجهزة الشحن الكهربائية السريعة (Wallbox).
من جانب آخر، سيتم تعزيز خط إنتاج سيارات الميكروكاربون مثل Citroën Ami وFiat Topolino وOpel Rocks-e، لترتفع القدرة الإنتاجية من 20 ألف إلى 70 ألف وحدة سنويًا، بالإضافة إلى إطلاق إنتاج مركبة "تريس"، وهي دراجة نارية كهربائية بثلاث عجلات موجهة للتنقل الحضري، بطاقة إنتاجية تصل إلى 60 ألف وحدة. وبذلك سترتفع الطاقة الإجمالية للإنتاج في المصنع من 200 ألف إلى 400 ألف وحدة سنويًا.
وعلى صعيد نسبة الإدماج المحلي، أوضح شرفان أن المصنع يعد من بين الأكثر أداءً على الصعيد العالمي، حيث سيصل معدل الإدماج المحلي في قطاع الميكروتنقل إلى 60% عند بداية إنتاج البطاريات الكهربائية نهاية السنة الجارية. وتطمح المجموعة إلى رفع هذا المعدل إلى 75% في أفق سنة 2030، ما يعزز طموحها في جعل القنيطرة قطبًا تكنولوجيًا وصناعيًا متكاملًا.
ويعتبر هذا المشروع خطوة إضافية في سياق شراكة متينة بين المغرب و"ستيلانتيس"، حيث يؤكد شرفان أن العلاقة بين الطرفين منذ انطلاقتها في 2016 شهدت نموًا مطردًا ونتائج ملموسة، مشددًا على أن المغرب بات يشكل بيئة مثالية لتطوير صناعة السيارات بفضل بنيته التحتية وحوافزه الاستثمارية.