هل ينجح المغرب في تحويل “الكان” والمونديال إلى رافعة لصناعة الإعلام الرياضي؟

آخر الأخبار - 04-07-2025

هل ينجح المغرب في تحويل “الكان” والمونديال إلى رافعة لصناعة الإعلام الرياضي؟

اقتصادكم - حنان الزيتوني

 

مع اقتراب احتضان المغرب لبطولتي كأس أمم إفريقيا المرتقب نهاية السنة الجارية وكأس العالم 2030، بدأت تتجه الأنظار إلى مدى جاهزية البلاد ليس فقط على مستوى البنية التحتية الرياضية، بل كذلك على صعيد الحضور الإعلامي المواكب لهذه التظاهرات الكبرى.

ففي السياق العالمي الراهن، لم تعد التغطية الإعلامية مجرد نشاط مواكب للحدث، بل أصبحت أداة محورية في تسويق صورة الدول، والترويج لمقدراتها، وجذب الاستثمار، وتحفيز الحركية الاقتصادية والثقافية.

الإعلام الرياضي

وتبرز أهمية الإعلام الرياضي اليوم باعتباره رافعة اقتصادية متقدمة، تسهم في إنتاج المحتوى وتصديره، وخلق فرص شغل جديدة، وتنشيط قطاعات أخرى موازية مثل السياحة، التسويق، التقنيات الرقمية، والإشهار. وفي هذا السياق، فإن استضافة تظاهرات كروية عالمية بحجم "الكان" والمونديال تشكل فرصة نوعية لإعادة هندسة قطاع الإعلام الرياضي المغربي على أسس مهنية واقتصادية مستدامة.

وتعليقا على الموضوع، يرى محمد أفزاز، المحلل الاقتصادي، أن المغرب أمام فرصة حقيقية لتحويل هذا الزخم الرياضي إلى رافعة لبناء صناعة إعلام رياضي متكاملة، مؤكدا في تصريحه لموقع "اقتصادكم"، أن "الحضور الإعلامي في مثل هذه التظاهرات لا ينبغي أن يختزل في التغطية الظرفية أو نقل المباريات، بل يجب أن يتحول إلى مدخل اقتصادي متكامل، يسهم في خلق الثروة ويوفر فرص شغل، ويعزز من إشعاع المغرب قاريا ودوليا".

مواكبة السوق الإعلامية الدولية

وأورد المحلل أن المرحلة تقتضي التفكير في إطلاق شركات متخصصة في البث الرقمي، والإنتاج الإعلامي الرياضي، والتسويق الإعلامي المرتبط بالرياضة، بما يواكب تطور السوق الإعلامية الدولية وتوجهات التحول الرقمي.

وشدد أفزاز على أن تطوير الإعلام الرياضي لا ينفصل عن التحول الرقمي الذي يشهده العالم، خاصة أن الاقتصاد الرقمي يشكل اليوم أكثر من 15% من الناتج الداخلي الإجمالي العالمي، وأن المحتوى الرياضي الرقمي من بين أكثر الفئات رواجا على المنصات العالمية.

 ويرى المتحدث ذاته أن المغرب مطالب بتشجيع الابتكار في هذا القطاع من خلال تحفيز الاستثمار في المقاولات الإعلامية الناشئة، وتوفير آليات تمويل مرنة، وإحداث حاضنات إعلامية متخصصة في المجال الرياضي.

ولتحقيق هذا التحول، يربط أفزاز النجاح بتوفير بيئة تشريعية وتنظيمية مواتية، وتكوين موارد بشرية مؤهلة في مجالات الصحافة الرياضية، وتقنيات البث، والإنتاج الرقمي، مؤكدا أن الإعلام الرياضي يمكن أن يلعب دورا محوريا في التسويق للمغرب كوجهة دولية متعددة الأبعاد، إذا ما تم استثماره بشكل احترافي واستراتيجي، داعيا إلى رؤية وطنية شاملة لتأهيل هذا القطاع.