في اليوم العالمي للمرأة.. ضعف التمويل و"كورونا" يكبدان المقاولة النسوية خسائر جسيمة بالمغرب

مال واعمال - 08-03-2022

في اليوم العالمي للمرأة.. ضعف التمويل و"كورونا" يكبدان المقاولة النسوية خسائر جسيمة بالمغرب

مهدي حبشي

لم تسلم المقاولة النسوية في المغرب من تداعيات جائحة "كورونا"، التي ضربت سائر المقاولات المغربية، سيما أن الأولى ما زالت تكابد لفرض وجودها ضمن المشهد الاقتصادي الوطني.

وأكدت عائشة العمراني العسري، رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، في تصريح لاقتصادكم، أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت نمواً مهماً في ولوج المرأة المغربية للمقاولة، بيد أن جائحة كوفيد19 أجهزت على الكثير من المكتسبات.

وكشفت المتحدثة عن كون المقاولات المغربية التي تقودها نساء بلغت رقماً قياسياً في حدود 15 في المئة من مجموع المقاولات بالمغرب، بيد أنها تراجعت وفقاً لأحدث الدراسات إلى 10 في المئة، مُتوقعة أن تكون تلك النسبة انخفضت بدورها بعد جائحة "كورونا".

وأضافت أن المقاولة النسوية المغربية تعاني نفس ما تعانيه المقاولة المغربية عموماً، خصوصاً على مستوى الولوج إلى التمويل. "مازال الولوج إلى التمويل يشكل عائقاً حقيقياً بالنسبة للمقاولة النسائية في المغرب".

ويزداد الأمر صعوبة لكون أغلب المقاولات النسوية في المغرب مقاولات ناشئة، تحتاج إلى دعم كبير ليشتد عودها.

وكانت دراسة أعدها مجلس العمل الدولي سنة 2018 سلطت الضوء على طبيعة المقاولات المسيرة من طرف النساء بالمغرب، موضحة أن أغلبها مقاولات صغيرة جدا، والقليل منها مقاولات صغيرة.

وشددت العمراني على أن "الحاجة باتت ملحة لتوفر البنوك على شجاعة المبادرة والمجازفة في تمويل المقاولات والمشاريع؛ ذلك أن البنوك وضعت قيوداً عسيرة وشروطاً قاسية في منح التمويل للمقاولات"، تؤكد المتحدثة.

وكانت وزارة الاقتصاد و المالية أطلقت في 8 مارس 2013، صندوق "إليك للضمان"، من أجل تشجيع و مواكبة تنمية المقاولات النسوية الخاصة، وتمكين النساء رئيسات المقاولات من قروض لتنمية مشاريعهن.

ونبهت العمراني إلى أن المقاولات النسائية عانت في الفترة الأخيرة من إشكالات تمويلية عويصة، اضطرت الكثير منها إلى الإغلاق، "رغم كل المواكبة على مستوى التكوين والتأطير الذي تقدمه الجمعية، فإن الكثير من المقاولات النسوية لم تصمد أكثر من 3 سنوات ثم أفلست".

وكانت جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، قد وقعت في 8 مارس 2021، اتفاقية شراكة مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، تهدف إلى توفير الآليات اللازمة لمواكبة المقاولات النسائية، ودعمها للحصول على مزيد من الخبرات في عالم الأعمال.

ولاحظت العمراني أن الإكراهات الثقافية والاجتماعية تساهم بدورها في تشديد الخناق على المقاوِلة المغربية؛ "ما زالت المرأة المغربية مسؤولة عن البيت وعن تربية الأولاد والأسرة... ما يضطر العديد من النساء لتقسيم جهودهن بين العمل المقاولاتي والمنزلي".

ومع ذلك، ترى المتحدثة أن المملكة شهدت بروز سيدات أعمال ناجحات جداً "رغم أنهن يمثلن قلة قليلة". مضيفة أن نظام المقاول الذاتي شجع نساء عديدات على ولوج عالم المقاولة؛ "لأنه أتاح لهن تجربة أنفسهن في المجال وتقييم قدرتهن على ريادة المقاولة".

جدير بالذكر أن الدراسة التشخيصية التي أعدها مجلس العمل الدولي، كشفت عن القطاعات التي تعرف إقبالاً للنساء المقاولات في المغرب، وفي مقدمتها التجارة والخدمات بالنسبة للوسط الحضري، والفلاحة في المجال القروي.