اقتصادكم
مع اقتراب نهاية السنة الجارية، فإن اكتشافات الغاز في المغرب تتواصل بدافع شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد، ما يفتح آمالًا في السعي نحو تحقيق المزيد من الاكتشافات.
وجاء إعلان التوصل إلى اكتشافات الغاز، بعد نشوب أزمة دبلوماسية مع الجزائر أواخر السنة الماضية، أدت إلى قطع العلاقات، ووقف أنبوب "المغرب العربي وأوربا" الذي يمر عبر أراضي المملكة، ويُستخدم في تصدير الغاز الجزائري إلى القارة العجوز، وكذلك يحصل من خلاله المغرب على جزء كبير من احتياجاته من الغاز.
وتراهن المملكة على اكتشافات الغاز في توفير جزء من احتياجاته، وتقليل استيراده من ذلك الوقود الأحفوري، مع استخدام جزء منه في التصدير للخارج.
واستقرت احتياطيات المغرب من الغاز الطبيعي بنهاية السنة الجارية، عند 51 مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو الرقم المسجل في 2020، نقلًا عن بيانات "أويل آند غا"ز لاحتياطيات الغاز الطبيعي في المغرب.
وفي يناير الماضي، أعلنت شركة "شاريوت البريطانية" التوصل إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في بئر حقل "أنشوا-2"، ويقع هذا الحقل قبالة سواحل مدينة العرائش شمال المغرب، إذ اكتشفت الشركة البئر بعد عمليات حفر على عمق 2.512 ألف متر.
وتوضح بيانات "شاريوت"، أن إجمالي كميات الغاز القابلة للاستخراج في حقل أنشوا يصل إلى 1.4 مليار قدم مكعبة.
وتستحوذ الشركة البريطانية على حصة في الامتياز الواقع فيه حقل "أنشوا" تصل إلى 75%، في حين يمتلك المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المغرب الـ25% المتبقية. وتتوقع المملكة بدء الإنتاج من حقل أنشوا خلال 2024، على أن يغطي جزءًا من احتياجات البلاد لتوليد الكهرباء.
في مطلع السنة الجارية كذلك، توصلت شركة "بريداتور أويل آند غاز" البريطانية إلى كميات غاز ضخمة في الامتياز الذي تعمل فيه، وتقع تلك الكميات المكتشفة في حقل "كرسيف" بالشمال الشرقي للمغرب.
وتشير تقديرات الشركة إلى أن الكميات المكتشفة في حقل كرسيف تصل إلى 393 مليار قدم مكعبة، مع العلم أن حصة الشركة في امتياز كرسيف تبلغ 75%، في حين يستحوذ المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المغرب على الـ25% المتبقية.
وشهد نونبر الجاري، إعلان شركة "إس دي إكس" البريطانية التوصل إلى اكتشافين للغاز في شمال المغرب، ليفتحا الباب أمام احتياطيات ضخمة.
وتوضح الشركة أنها توصلت إلى تلك الكميات بعد توصيل بئر "إس إيه كيه 1" بالبنية التحتية الخاصة بها في المغرب، وإجراء اختبارات كشفت عن وجود غاز في الموقع، مؤكدة أن تلك الكميات تفوق التقديرات السابقة قبل الحفر، لتتجاوز 0.44 مليار قدم مكعبة.
ونجح المغرب في حفر 67 بئرًا خلال المدة الزمنية من عام (2000) حتى 2022، احتوى 40 منها على كميات من الغاز الطبيعي.
وتتركّز اكتشافات الغاز في المغرب بمنطقتين للإنتاج هما حوض الغرب وحوض الصويرة (مسكالة)، ومنطقة حوض تندرارة، وفقًا للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.
وشهد حوض الغرب نشاط بحث واستكشاف مكثفيْن أدى إلى العثور على العديد من الآبار، وهو الحوض الذي تتوزع حصته بين شركة "إس دي إكس" البريطانية بنسبة 75%، والمغرب بنسبة 25%.
وحُفر في حوض الغرب خلال السنوات الـ5 الأخيرة نحو 22 بئرًا، أدت إلى 16 اكتشافًا للغاز الطبيعي، وربطت البلاد 14 بئرًا منها بشبكة أنابيب نقل الغاز الموجودة في المنطقة.
ورغم أن اكتشافات الغاز في المغرب بتلك المنطقة متواضعة، فإن الحكومة تؤكد أن استغلالها يُعد مربحًا، نظرًا إلى سهولة الوصول إليها عن طريق الحفر.
بينما يقع في حوض الصويرة حقل "مسكالة"، الذي تصفه البلاد بأنه من أهم اكتشافات الغاز في المغرب حتى الآن، وحفر في الحوض نحو 11 بئرًا عُثر فيها على غاز مصحوب بالمكثفات، وينتج حقل مسكالة نحو 30 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و3 آلاف و500 طن من المكثفات.
وفي ع 2016 بدأت شركة "ساوند إنرجي" الحفر في حقل تندرارة الذي شهد حفر 5 آبار حتى الآن، وتوصلت البلاد إلى اكتشافين للغاز الطبيعي في حقل تندرارة، ما دفع المغرب إلى إصدار رخصة الاستغلال عام 2018.
وشهدت المنطقة البحرية لطرفاية أكادير -وفق الحكومة - حفر 7 آبار، تقع 3 آبار منها في المياه غير العميقة، كما شهدت المياه العميقة حفر 4 آبار كشفت 3 منها عن مؤشرات البترول والغاز.