شعيب لفريخ
أول النتائج الأولية لحرب روسيا على أوكرانيا صبيحة يوم الخميس 24 فبراير هو ارتفاع أسعار النفط إلى 103.32 دولار للبرميل وتوقف الصادرات الغذائية الأوكرانية إلى الخارج من حبوب وزيوت ولحوم، وانخفاض كبير في أهم الأسواق المالية والبورصات الأوروبية والأمريكية والآسيوية والعالمية، وهذا ما سيكون له انعكاس سلبي خطير وحتمي بشكل مباشر على ارتفاع أسعار المواد الأساسية والطاقة وعلى الاقتصاد المغربي وكذا على الاقتصاد العالمي.
فبعد أن كان سعر برميل النفط لخام البرنت وهو المعيار الدولي لأسعار النفط منذ يوم الثلاثاء الماضي في حدود 97.76 دولار، انتقل في صبيحة يوم الخميس مع بدء الحرب إلى سعر 103.32 دولار وهو أعلى مستوى منذ شهر غشت 2014، أما أسواق المال والأعمال والبورصات العالمية فقد استيقظت في صبيحة يوم الخميس على وقع انخفاضات ووقف التداولات المالية. فبورصة موسكو افتتحت بانخفاض 14% مما جعلها توقف التداولات، بورصة بيتروسبورغ بروسيا هي الأخرى أوقفت التعامل، بورصة فراكفورت الألمانية انخفاضا بنسبة 4.4% وبورصة باريس انخفاضا بنسبة 4% و بورصة لندن بانخفاض 2.33% وبورصة وول ستريت بأمريكا بانخفاض بنسبة 2%، وتراجع في جل البورصات الآسيوية.
وبخصوص الصادرات الغذائية الأوكرانية من حبوب وزيوت نباتية ولحوم، فمن المحتمل أن تعرف توقفا باعتبار أن مختلف تلك المنتوجات ومنطقة التصدير تقع في شرق أوكرانيا التي تشهد أطوار الحرب الحالية، وتعتبر أوكرانيا سلة غداء عالمية، فالمغرب يستورد منها جل مصادر الزيوت النباتية "نوار الشمس " ونسبة 26% أو أكثر من الحبوب والقطاني، ومن المحتمل جدا أن يكون تأثير انقطاع تدفق الحبوب من منطقة البحر الأسود له انعكاس بالغ على الأسعار. وقد سبق للخبير الزراعي أليكس سميت في مقال له بمجلة فورين بوليسي من" أن وقف صادرات القمح الأوكرانية تشكل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي".
وباعتبار أن اقتصاد المغرب مرتبط بالاقتصاد العالمي وبأوروبا، فإنه سيكون حتما تحت دائرة التأثر الاقتصادي بعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية والنفط والغاز، وسيمر اقتصاده من ظروف صعبة تحتاج إلى وضع تدابير وتغييرات استعجالية وتعبئة وتضامن بين مختلف المكونات والفاعلين.
وبخصوص انعكاسات أثر الحرب على جيراننا الأوروبيين، فقد تناقلت الأخبار صبيحة يوم الخميس، قفز العقود الآجلة الأوروبية للغاز الطبيعي إلى نسبة 31%.
كما أنه من شأن قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا أن يشل أنظمة الطاقة ويؤدي حتما إلى ارتفاع هائل في الأسعار، خصوصا أن أوروبا تعاني من أسوأ أزمة طاقة منذ السبعينات مع انخفاض مخزونات الغاز بشكل خطير.