اقتصادكم
افتتحت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، اليوم الاثنين، فعاليات النسخة الثانية من قمة إفريقيا المالية (AFIS) بمدينة الدار البيضاء، مؤكدة على المكانة الاستراتيجية للمغرب في دعم التنمية المالية والقارة الإفريقية.
وفي كلمتها أمام أكثر من 1200 مشارك من 40 دولة، أكدت الوزيرة على الانتصارات الدبلوماسية والاقتصادية للمغرب، مسلطة الضوء على القرار التاريخي لمجلس الأمن الذي أكد شرعية السيادة المغربية على الصحراء واعتبار خيار الحكم الذاتي المرجعية الوحيدة لحل النزاع، مشيدة بالاحتفالات الشعبية الواسعة التي شهدها المغرب بهذه المناسبة.
وقالت الوزيرة: "هذا الانتصار يعكس وحدة المغاربة خلف جلالة الملك، ويمثل مناسبة لاستحضار ذكرى المسيرة الخضراء والتقدم الكبير الذي شهدته أقاليمنا الجنوبية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس".
وعن القمة نفسها، أشارت فتاح إلى أن انعقادها تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس يعكس الاهتمام الكبير بالقارة الإفريقية ودور القطاع المالي في دفع عجلة التنمية، وأضافت أن إفريقيا تسعى اليوم إلى تعزيز سيادتها المالية وتحويل مدخراتها إلى استثمارات منتجة، مشيرة إلى أن القارة تدخر أكثر من 500 مليار دولار سنويا، لكن أقل من 10% من هذه المدخرات يتم استثمارها داخل القارة، وفق بيانات البنك الإفريقي للتنمية.
وشددت الوزيرة على أهمية التكامل المالي الإفريقي، مشيرة إلى مبادرات مثل النظام الإفريقي للدفع والتسوية (PAPSS) ومشروع ربط البورصات الإفريقية (AELP)، إلى جانب التطورات في مجال التكنولوجيا المالية التي تساهم في تعزيز الشمول المالي.
وأكدت على ضرورة إزالة ثلاثة معوقات رئيسية، الثقة بين الدول والمستثمرين، الترابط بين الأنظمة المالية، والجرأة في تطوير أدوات مالية إفريقية.
وتطرقت فتاح إلى دور المغرب في دعم هذه الدينامية من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والقدرة على تعبئة المؤسسات حول مشاريع بنيوية، مؤكدة على أن السيادة المالية الإفريقية تتحقق عبر العمل المنسق والثقة المتبادلة.
كما أشارت إلى ضرورة تطوير أدوات مالية إفريقية، تشمل آليات ضمان مخاطر، وصناديق تأمين إقليمية، وإصدار سندات التنمية المستدامة لدعم مشاريع الطاقة والمياه والتعليم والبنية التحتية.
وأكدت الوزيرة أن القمة تمثل منصة للحوار والابتكار والتكامل، داعية الدول الإفريقية إلى وضع أجندة مشتركة لتعزيز الاستثمار والإدماج المالي والاستدامة، مؤكدة أن "إفريقيا لا تحتاج إلى أن تنقذ، بل إلى أن تعبئ قوتها الذاتية عبر مؤسساتها وشبابها ومدخراتها".