اقتصادكم
قفزت خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، إلى واجهة الأحداث نهاية شهر فبراير 2022، بعدما قرر مديرها، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، تزويد أوكرانيا بالخدمة على خلفية الحرب الروسية-الأوكرانية.
وأعلن إيلون ماسك موافقته على تزويد أوكرانيا بخدمة "ستارلينك" للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مخافة أن تتسبب الحرب في قطع الشبكة عن الأوكرانيين.
الإنترنت فوق كل أصقاع الأرض..
"ستارلينك" عبارة عن كوكبة من الأقمار الصناعية، تابعة لشركة "سبيس إكس" التي أسسها الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك. وتهدف إلى توفير الولوج إلى شبكة الإنترنت "بأسعار تنافسية" فوق كل أصقاع الأرض.
وتروم الخدمة توفير الإنترنت خصوصاً في المناطق التي تعجز وسائل الإنترنت التقليدية عن بلوغها، وذلك بفضل شبكة من الأقمار الصناعية، التي يطمح إيلون ماسك لرفع تعدادها إلى 42 ألفاً، ووضعها على مدار
منخفض من الغلاف الجوي، لا يتجاوز بُعده عن سطح الأرض 330 إلى 1320 كيلومتراً.
في سنة 2018 رأت ستارلينك النور، وأطلقت أقمارها الصناعية صوب الفضاء بواسطة جهاز الإرسال Falcon9. الفترة التجريبية دامت عامين اثنين بواسطة قمرين صناعيين (تينتين 1 و2)، قبل أن تنطلق الخدمة فعليا عام 2020 بكل من الولايات المتحدة وكندا، في وقت ما زالت التجارب جارية ضمن 11 دولة أخرى.
أسعار "غير تنافسية" في الوقت الراهن..
الفكرة الأساسية لـ"ستارلينك" هي: الإنترنت للجميع. ما يعني أنها ستراهن على الانتشار والأسعار. لكن أسعارها في الوقت الراهن قد لا تكون في متناول كل المستهلكين، سيما في الدول النامية والفقيرة.
ويبلغ سعر الاشتراك في شبكة "ستارلينك" حالياً، 499 دولارًا للأجهزة و 99 دولارًا (نحو 1000 درهم مغربي) شهرياً، إذ توفر صبيبا يتراوح بين 50 ميغابايت و150 ميغابايت في الثانية. بينما تكلف خدمة "بريميوم" 500 دولار شهريا (نحو 4900 درهم مغربي)، وتوفر صبيباً سرعته تصل إلى 500 ميغابايت في الثانية.
مع ذلك، شرعت ستارلينك في كسب الزبائن بالفعل، إذ أعلن إيلون ماسك منتصف عام 2021، عن وصول عدد مستخدمي شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى 70 ألف مستخدم.
ويطمح مؤسس "تسلا" و"نورالينك" أيضاً، إلى بلوغ مئات الآلاف من المستخدمين نهاية 2022.
الجانب المظلم من القمر..
توفير الإنترنت بمختلف أنحاء كوكب الأرض انطلاقاً من الفضاء ليس بالمسألة السهلة، وله جانب مظلم متمثل في العدد الكبير من الأقمار الصناعية التي يستلزمها.
ويرى خبراء أن العدد الهائل من الأقمار الصناعية التي ينوي ماسك نشرها بالغلاف الجوي، قد يؤثر على نشاط الأقمار الصناعية الحيوية التي تدور في نفس الفلك، ويُعرضها لأعطاب وإمكانية وقوع اصطدامات وفقدان للتحكم...
وبالرغم من أن العدد الحالي لأقمار ستارلينك الصناعية، لا يساوي حتى ثلث العدد المنشود (2000 قمر صناعي)، إلا أن فلكيين حذروا من تسببها في تلوث ضوئي خطير ضمن الفضاء الخارجي.
الأكثر من ذلك، تشير التوقعات إلى أنه في حال وصل عدد الأقمار الصناعية التابعة لستارلينك إلى 12.000، فسيفوق عددها عدد النجوم التي يمكن مشاهدتها بالعين المجرد.
واعترف إيلون ماسك بأنه لا يمكن للخدمة أن تبلغ أهدافها من حيث الجودة والسرعة والصبيب والانتشار... إذا لم يصل عدد أقمار ستارلينك الصناعية إلى العدد المذكور.
ينضاف إلى ذلك أن "ستارلينك" ليست المشروع الوحيد من نوعه، إذ ينضاف إليها مشروع "كويبر" لشركة "أمازون" الذي يصبو إلى ترسانة من 3500 قمر صناعي، و "وان ويب" (648 قمراً صناعياً)، إضافة إلى الروسي "ستارتروكيت" (200 قمر صناعي)، ما قد يحول الغلاف الجوي إلى مقبرة أقمار صناعية.