من الصحو حتى المنام، كان لدى حسن مهمة واحدة في الحياة: أن يجري ويلعب الكرة. كان يلعب بكل ما يصادفه، ليمونة، أو ورق ملفوف بشكل دائري لكي يتدحرج على الأرض حاملا معه غبار أيامنا. دائما مستعد لمباشرة مقابلة في كرة القدم، حتى في خضم انهماكه باللعب، إذا ما جُوبه بإغراء آخر يستحق العناء.
الجميع يلاحظ ذلك. إنها ظاهرة موسمية. أصبحت هذه الصور شائعة. فمع حلول شهر رمضان، وفي كل أرض قاحلة، وفي كل زاوية من زوايا الشوارع، وفي النهار أو قبل ساعات قليلة من موعد الإفطار، يمارس الكثير من الناس، الذين يرتدون ملابس رياضية، الرياضة. ومع ذلك، نحن في منتصف شهر رمضان، والصيام والجوع والعطش، إلى جانب التعب والإجهاد من العمل، ليست أفضل الظروف لممارسة الرياضة.
لم أحب ميشيل كور ليوني في البداية، وجدته في قمة الغباء، لكن بعد توالي الحلقات، أصبح لدي ارتباط بهذه الشخصية الجميلة والسوداء في آن.
أكثر ما كان يزعجني، هو تذمر الأطفال وشكاويهم حول لماذا كان هذا ميتا قبل أن يقتل ذاك الآخر، وذاك الثالث الذي سرق المال من الرابع الذي يجب أن يكون البطل، وبالتالي من المستحيل أن تتم سرقته فهو وسيم وقويᴉ .
الأسبوع الأول من رمضان. عندما ينشغل الجميع بالركض في أنحاء المدينة، يتوجه البعض مبكراً إلى شواطئ عين الذئاب. يصلون إلى هناك سيراً على الأقدام ويستمتعون بجمال اليوم الجديد.
بالحديث عن المدرسة وبلاويها، لشد ما كنت أكره دروسها الفارغة، حيث تتدفق تفاهات الأساتذة مثل زنابير مكسورة، لا يعرفون كيف يفرقون بين تحصيل العلم وبين حشو رؤوسنا الصغيرة بالتواريخ والأسماء التي لا معنى لها. المدرسة هي أكثر ذكرياتي حزنا، كنت أذهب إليها رغما عني. كنت أبكي في الطريق إلى المدرسة وأنا أستظهر أبيات الشعر المكتوبة عن تعاسة الأطفال. كنت أود اللعب، وقصيدتي تتحدث عن اللعب وعن الكرة المدورة، عن جدران اتسخت بسبب الكرة التي تدحرجت في الوحل والتي سحقت غضبي ضد قلاع العالم المنيعة.
هناك شيء غير صحي في هذه العملية التي تأتي بعد فوز فيلم "أوبنهايمر" للمخرج "كريستوفر نولان" بجائزة الأوسكار لعام 2024. فاز الفيلم بالعديد من الجوائز، مما يدل على مدى ٱنغماس الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في النزعة العسكرية وتمجيدها على كل المستويات.
حكيت يوما حلمي لإمام، كان لابنيه ميول إجرامية مؤسفة. معتقدا أن لي تأثير جيد على ذريته، كان قد خصص لي حصة في المسجد قبل صلاة العصر. لكن حلمي أزعجه، اغرورقت عيناه بالدمع، مع بعض الغضب المصطنع.
كثيرا ما كنت مهووسا بوجه الله حتى أنني حلمت به في إحدى الليالي، كنا في حقل تم للتو حصده بواسطة الحصادات، حصاد جيد وعصافير تدور في سماء صافية. كان هناك ثلاث جراء تقضم ذيولها وطفلتين ترتديان ملابس العيد، فستانين مزركشين بلون أصفر مذهل يتراقص مع ضوء بحري منبعث من السماء. كانتا تلعبان مع الجراء، من وقت لآخر تقفزان لتمسكا بطائر يثير برفرفته الغبار.
طرح الأسئلة حول الشخصيات المقدسة والرموز الكبرى كان ولا زال بمثابة المعصية الكبرى بالمدرسة. ابتلع وتجرع كل ما يقدم لك عن كل شيء، دون طرح الأسئلة. وإلا، سيتم استبعادك من المجموعة، على هامش المجتمع. إذ يعتبر الفضول مرادفا لقلة الاحترام. خلال أكثر من عشرين عاما من الدراسة، ناضلت من أجل المطالبة بحقي في التعبير.