كثير من الذكريات مع هذه الصراصير وسباقاتها، التي كان صديقي يرغب في تصوير فيلم عنها حتى أنه وجد العنوان المناسب للفيلم " سيزيف بين الصراصير ".
في إحدى تلك الأيام، رفض صرصار من الصراصير الجري، لمدة تزيد عن الأسبوع، لأن صديقه في المغامرة قضى في حادث، بعد أن أخذ أحد أصدقاءنا المبادرة بإخراجه من العلبة ليشم الهواء قليلا. سحقته البلغة اليسرى للحاج عبد الكريم. كان ممددا كبطل كبير مصلوب، يستحق أن يموت في المكان المخصص لبطولاته بدل أن يموت تحت القدم الثقيلة لأحمق من حمقى الخالق. سيسجد لربع ساعة في مسجد الحي بينما هو من أكبر المنافقين الذين كتب علينا ملاقاتهم خلال سنوات المدرسة.
كانت مساءات الخميس ذات طعم مميز، بحيث يكون لنا موعد عائلي شبه طقوسي مع التلفزيون، لأجل التمعن في طبائع البشر. كثيرا ما حفزت أفلام الرعب مفكرتي بسبب أبعادها الغامضة.
أثناء الإعلان عن جريمة قتل حيث كان رجال الشرطة يعلمون بكل التفاصيل، عن ساعة ومكان الجريمة وملابساتها وحتى السلاح الذي سيستخدمه القاتل. دون تحريك ساكن، يتركون الحثالة يقضون على بعضهم البعض، حيث عبد الله وهو صديق قديم سقط ميتا.
كان علي يستطيع تحصيل المال بسهولة مدهشة، في سن العاشرة، كان قد اكتشف وسيلة مضمونة للحصول على المال، لكي لا يعود إلى منزلهم بأيد فارغة، كما يقال، باكرا جدا كان عليه أن يتدبر أمره في توفير المال، لكي يحظى بتقدير والديه.
كان دائما يرفض اعتنائي به، أن أشتري له السجائر... كنت أود أن أحافظ عليه، كان أمرا طبيعيا في السبعينات، الرجال لا يجدون ما يفعلونه، كنت أعمل في فندق، عند امرأة فرنسية، عادت الى بلدها بعدها، أو أنها ماتت، الله يرحمها إذا كانت ميتة، والله يعافيها إذا كانت على قيد الحياة، لأنها كانت امرأة طيبة.
حنان لم تكن تترك أحدا يلمسها عندما أكون هناك. كانت تود أن تظهر لي احترامها، وهو ما كان يضايقني جدا، لأني كنت أود أن تتصرف على طبيعتها وتقبل بمعاشرة علي ويونس وحسن وأنا أيضا، ما لم يكن مقبولا البتة بالنسبة للصغيرة حنان. عندما أردت مقاسمتها معهم، غضبت طيلة الليل ضاجعتني كحمقاءᴉ وانتقمت من قضيبي وهي تمتص عروقه لكي اتعلم بيعها هكذا لصديقيᴉ وكان هذا درسا لي، بالرغم من كون فكرة العربدة ظلت تدغدغني كلما استحضرت صورتها وهي تنزع قفطانها وترتمي فوقي مبتلعة قضيبي. مباركة أنت يا حنان أينما كنت. على الأرض أن تشكرك لأنك خطوت عليها يوما.
تفتح لنا حجيبة، تشير علينا بالدخول وهي تمد ذراعها وترحب بنا بصوت مغنج، ومعسول، لم يعجبني، حتى انني لم أحب طريقتها في الترحاب وهي تميل بشكل مثير للشفقة، " ادخلوا، ماذا هناك؟ " لم أحب هذه الجملة، وقد فهمت ما ترمي إليه.
أصبح خالد يتحرك، يأكل، يتغوط، ينام، يتكلم، يتعارك، يلعب الكرة، يفعل أي شيء بشكل غريب لا أستطيع أبدا وصفه، وكأنه معلق إلى خيط غير مرئي تدحرجه الريح. أصبح شاردا ومنفصلا عن كل شيء، لدرجة أن كبار المحششين يحسدونه على هذا السفر الغريب الذي يبحثون عنه منذ سنوات دون جدوى. بينما يقسم هو بأن الحياة من وجهة نظره لا علاقة لها بما نفكر به. وبما أنني لم أتواجد أبدا على الضفة الأخرى كما كان يقول، فإنه يستحيل علي أن أعرف شبيها لهذا الإشراق.
لم تطلني الحياة بعد، لأني كنت مزيتا كما كان يقول حسن، كنت أنزلق من قبضتها، لا شيء يستطيع تغيير رأيي بالناس، كلهم أوغاد، ولكن هكذا أفضل، من الأفضل التعامل مع أبناء العاهرات الذين لا يخفون شيئا، عن التعامل مع مصاصي الدماء الذين يتظاهرون بالنزاهة، بالنسبة لي النزاهة لا تعني شيئا تحديدا أنا لا أثق بأولئك الذين يدعون النزاهة، في اعتقادي رجل خال من العيوب والعيوب الكبيرة أيضا، هو رجل لا يستحق الإهتمام ولا الصبر.